صاحب البيت الشهير "إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر" هو الشاعر الوجداني العميق أبو القاسم الشابي
صاحب البيت الشهير "إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر" هو الشاعر الوجداني العميق أبو القاسم الشابي، الذي تميز بدعواته لتحرير الشعر العربي من قيوده التقليدية والانفتاح على أفق الخيال والفكر وأشكال التعبير الجديدة. المولد والنشأة الدراسة والتكوين حصل على شهادة ختم الدروس الثانوية من جامع الزيتونة في عام 1927، ثم التحق بمدرسة الحقوق التونسية وتخرج منها عام 1930. وجوده في العاصمة أتاح له فرصة الانخراط في المجالس الأدبية والمنتديات الفكرية، حيث أصبح عضواً في النادي الأدبي بقدماء الصادقية. بدأت مواهبه الأدبية تتجلى في قصائده ومحاضراته التي أظهرت رغبة في التجديد، مما أثار انتقادات بعض المحافظين. المسار الأدبي تأثر الشابي كثيراً بمجالس الأدب والفكر التي حضرها خلال دراسته في جامع الزيتونة، مما زاد من عمق رؤيته الأدبية. دعا إلى تحرير الشعر العربي من القيود القديمة والاقتداء بأدباء الغرب في تطوير الخيال والفكر. هذه الأفكار الجريئة أثارت موجة من الانتقادات، ودعا البعض إلى مقاطعته، الأمر الذي أثر عليه نفسياً خاصة بعد وفاة والده ورحيل محبوبته. تميزت قصائد الشابي بتنوعها بين الطبيعة والغزل والوطنيات، ونشر العديد منها في مجلة "أبولو" بالقاهرة، مما جعله يحظى باهتمام واسع في العالم العربي. كانت قصيدته "لحن الحياة" والتي تضمنت البيت الشهير "إذا الشعب يوماً أراد الحياة*** فلا بد أن يستجيب القدر" من أكثر قصائده تأثيراً، خاصة خلال ثورات الربيع العربي. المؤلفات الوفاة
رأى أبو القاسم الشابي النور في اليوم الرابع والعشرين من شهر فبراير 1909 في قرية الشابة بمحافظة توزر، التي تعد عاصمة الواحات في الجنوب التونسي. نشأ في كنف أسرة متدينة ومثقفة، حيث كان والده محمد الشابي قاضياً وتخرج من جامع الأزهر. عاشر الشابي والده في أكثر رحلاته تنقلاته بين مختلف المدن التونسية منذ الطفولة، ما خلق في قلبه حباً كبيراً لجمال المناطق التي قام بزيارتها.
بدأ تعليمه الأولي في الكتاتيب القرآنية بمدينة قابس، حيث حفظ القرآن الكريم وهو في سن التاسعة. واصل تعلم أصول اللغة العربية والدين على يد والده قبل أن ينتقل إلى العاصمة تونس في عام 1920 لمتابعة دراسته الثانوية في جامع الزيتونة. إلى جانب دروسه في الجامع، كان أبو القاسم مولعاً بالمطالعة، حيث ارتاد مكتبات الصادقية والخلدونية للاستزادة من الأدب العربي القديم والحديث، كما قرأ بعض الأعمال الأدبية الأوروبية المترجمة.
رغم أن تعليمه كان مرتكزاً على اللغة العربية، إلا أن فكره كان منفتحاً على الثقافات الأخرى. ففي فبراير/شباط 1929 ألقى أول محاضرة أدبية له في مكتبة الخلدونية بعنوان "الخيال الشعري عند العرب"، حيث استعرض فيها إنتاج العرب الشعري عبر الأزمنة المختلفة. أصبح فيما بعد كاتب مجلس جمعية الشبان المسلمين.
من أشهر أعمال الشابي ديوان "أغاني الحياة" وكتابه "الخيال الشعري عند العرب"، بالإضافة إلى مذكراته ومقالات أدبية أخرى نشرت في مجلة "أبولو".
توفي أبو القاسم الشابي في 9 أكتوبر/تشرين الأول 1934 عن عمر يناهز 25 عاماً، في مستشفى الحبيب ثامر بالعاصمة تونس، بعد معاناة طويلة مع مرض القلب وحزن عميق على فقدان والده.