قصيدة إرادة الحياة
تُعتبر هذه القصيدة من أبرز أعمال الشاعر أبو القاسم الشابي، كتبها في سبتمبر 1933، وتضم 58 بيتاً شعرياً. تبدأ القصيدة بتناول قضايا سياسية، لكنها تنتقل سريعاً إلى التعبير عن مشاعر ذاتية وجدانية، حيث يغوص الشابي في عالم الطبيعة. نالت القصيدة شهرة واسعة، خاصة أبياتها الثلاثة الأولى، التي أصبحت رمزاً خلال حركات الثورات العربية ضد الاستعمار.
فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجيبَ القَـدَرْ
إذا الشّعْبُ يَوْماً أرَادَ الحَيَـاة
ولابدَّ للقـيدِ أن يَـنْكَسِـر
وَلا بُـدّ للَيـْل أنْ يَنْجَلــي
تَبَخّـرَ في جَوّهَـا، وَانْدَثَرْ
وَمَنْ لمْ يُعانِقْهُ شَوْقُ الحَيـاةِ
وَحَدّثَنـي رُوحُهَا المُسْتَتِرْ
كَذلِكَ قالـتْ ليَ الكَائِـنَـاتُ
وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحتَ الشّجَرْ
وَدَمدَمَت الرّيحُ بَينَ الفِـجَاجِ
رَكِبتُ المنى، وَنَسِيتُ الحَذَرْ
إذا مَا طَمَحْـتُ إلـى غَـايَةٍ
وَلا كُبّةَ اللّهَـبِ المُسْتَعِـرْ
وَلَمْ أتَجَنّبْ وُعُـورَ الشِّعَـاب
يَعِشْ أبَدَ الدّهرِ بَينَ الحُفَرْ
وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـال
وَضَجّتْ بصَدرِي رِياحٌ أُخَرْ
فعَجّتْ بِقَلْبي دِماءُ الشّبـابِ
وَعَزْفِ الرّيَاح وَوَقْعِ المَطَرْ
وَأطرَقتُ، أُصْغي لقَصْفِ الرُّعُود
أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكرَهينَ البَشَرْ؟:
وَقالَتْ ليَ الأرْضُ ـ لمّا سألتُ:
وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر
أبارِكُ في النّاس أهْلَ الطُّموحِ
وَيَقْنَعُ بالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَرْ
وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزّمَـانَ،
وَيحتَقِرُ المَيْتَ، مَهمَا كَـبُـرْ
هُوَ الكَوْنُ حَىٌّ، يُحِـبُّ الحَياةَ
وَلا النّحلُ يَلثِمُ مَيْتَ الزّهَــرْ
فَلا الأُفْقُ يَحضُنُ مَيْتَ الطّيورِ،
لمَا ضَمّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـرْ
وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلبي الــرَّؤوم
مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـرْ!
فَوَيْلٌ لِمَنْ لمْ تَشُقْـهُ الحـَيـاةُ
قصيدة تونس الجميلة
هذه القصيدة هي نشيد للوطن تونس، يعبر فيها الشاعر عن معاناته من القهر والعسف تحت وطأة الاستعمار. يتناول الشابي في أبياتها أيضاً حبه العميق لوطنه وارتباطه الوثيق به. تتألف القصيدة من 15 بيتاً شعرياً.
أوْ لِرَبْعٍ غَدا العفَـاءُ مَرَاحَهْ
لَسْتُ أبكي لعَسْفِ لَيلٍ طَويـلٍ،
قَدْ عَرَانا، وَلمْ نَجِدْ مَنْ أزَاحَهْ
إنّمَـا عَبْرَتـي لخَطْبٍ ثَقيـل،
مُوقِـظٌ شَعبَـهُ يُرِيدُ صَلاحَهْ
كُلّمـا قامَ في البِـلاد خَطـيبٌ،
فِ، أمَاتُوا صُداحَـهُ وَنُوَاحَهْ
أخمَدُوا صَوْتَهُ الإلَهِيَّ بالعَسْــ
فَاتِكٍ شَائـِكٍ يـَرُدُّ جِماحَـهْ
ألبَسُوا رُوحه قَميصَ اضْطِهـاد
هَاقِ تَوّاً، وَمَا تَوَخَّوْا سَماحَهْ
وَتَوَخَّوْا طَرَائِقَ العَـسْفِ وَالإرْ
بٍ رَشَفاتُ الرّدَى إليهِم مُتاحَهْ
هكَذا المُخلصُـون في كُلّ صَوْ
وَاستَباحَتْ حِمانا أيَّ استِبَاحَهْ
غَيرَ أنّا تَناوَبَتْنَـا الــرّزَايَـا
جّ الهَوَى قَدْ سَبَحْتُ أي سِبَاحَهْ
أنَا يا تونس الجَميـلَةُ في لُـ
قَدْ تَذَوّقْـتُ مُــرَّهُ وَقَرَاحَـهْ
شِرْعَتـي حُبُّكِ العَمِيقُ وَإنّـي
تُّ وَقامَتْ عَلى شَبَابي المَنَاحَهْ
لَسْتُ أنْصاعُ لِلّوَاحي وَلَوْ مُـ
فَدِمَاءُ العُشّـاقِ دَوْمـاً مُبَاحَهْ
ولا أُبالي.. وَإنْ أُرِيقَتْ دمَائي
صـَادِقَ الحُبّ وَالوَلا وَسَجَاحَه
وَبِطُولِ المَدَى تُرِيكِ اللّيَالـي
مِنْ وَرَاء الظّلامِ شِمتُ صَبَاحَهْ
إنّ ذا عَصْرُ ظُلْمَة غَيرَ أنّـي
ستَرُدُّ الحَيَاةُ يَوْمــاً وِشَاحـَهْ
ضَيّعَ الدّهْرُ مَجْدَ شَعبي وَلكنْ
قصيدة أيها الحب
هذه القصيدة تُعد من المقطوعات القصيرة، وتتألف من عشرة أبيات، تعكس فيها نزعة الشاعر الرومانسية الحالمة. كتبها الشابي في أغسطس 1924، وتُعتبر من أعماله الباكرة.
وَهُمُومي، وَرَوْعَتي، وَعَنَائـي
أيُّهَا الحُبُّ! أنتَ سـرُّ بَلائـي
وَسقَامي، وَلَوْعَتي، وَشَقَـائـي
وَنُحُولـي، وَأدْمُعـي، وعذابي
وَحَيَاتـي وَعِزّتـي وَإبَـائـي
أيُّهَا الحُبُّ! أنتَ سرُّ وُجُـودِي
وَأَلـيفـي وَقُرَّتـي وَرَجَائـي
وَشُعاعي!ما بَينَ دَيجُورِ دَهرِي
في حَياتي! يا شدّتي يا رَخائي!
يا سُلافَ الفُؤادِ! يا سُمّ نَفسِي
سِ، فَيَطغَى،أمْ أنتَ نورُ السّمَاء؟
ألَهيبٌ يَثُورُ في رَوْضَةِ النّفــ
نَ كُؤوساً، وَما اقتَنَصْتُ ابتغائي
أيُّها الحُبُ قَدْ جرَعتُ بكَ الحُزْ
بُّ، حَنانَيْكَ بي! وَهَوّنْ بَلائـي
فَبِحَقّ الجَمَالِ، يا أيُّها الحُــ
لي: مِنْ ظَلامٍ خُلِقْتَ، أمْ ضِياء؟
ليتَ شِعرِي! يا أيُّها الحبُّ، قُلْ
لست أدري، بل أنت كالكهرباء
أترى أنت جنـة، أم جـحيـم
قلت للشعر
هي تعد من قصائده الطوال
تَتَغَنّى، وقِطـعَةٌ مِنْ وُجُـودِي
أنْتَ يا شِعرُ فِلـذَةٌ مِنْ فُؤادي
أبَـدِيٍّ إلى صـَمِيـمِ الوُجُـودِ
فيكَ مَا في جَوَانحي مِنْ حَنينٍ
فيكَ مَا في عَوَاطـفي مِنْ نَشيدِ
فيكَ مَا في خَوَاطرِي مِنْ بُكَاءٍ
ومٍ لا يُغَنّي، ومِنْ سُرُورٍ عَهيدِ
فيكَ مَا في من مَشاعِرِي مِنْ وُجُ
سَرْمَدِيٍّ، وَمِنْ صَبـَاحٍ وَلِيـدٍ
فيكَ مَا في عَوَالمي مِنْ ظَـلامٍ
ضَاحِكَاتٍ خَلفَ الغَمَامِ الشَّـرُودِ
فيكَ مَـا في عَوَالمي مِنْ نُجُومٍ
وَسـَرابٍ، وَيقَظَـةٍ، وَهُجـُودِ
فيكَ مَا في عَوَالمي مِنْ ضَبَابٍ
وَابتِسامٍ وَغـِبطَـةٍ، وَسُعُـودِ
فيكَ مَا في طُفُولَتي مِنْ سَلامٍ،
وَشُجُونٍ، وَبَهـجَةٍ، وَجُـمُـودِ
فيكَ مَا في شَيبَتي مِنْ حَنيـنٍ،
تَتَثَنّــى سَنـَابِلـي وَوُرُودِي
فيكَ ـ إنْ عانقَ الرّبيعُ فُؤادي
بّ عَلـى مَسْمَعِ الشّبَابِ السّعِيدِ
وَيُغَنّي الصّباحُ أنشُـودَةَ الحُـ
السّاحِرِ مَـا لَذّ مِنْ ثِمَارِ الخُلُودِ
ثمّ أجني في صَيْـفِ أحلامـيَ
شاحبَ اللّـوْنِ، عـارِيَ الأُملُودِ
فيكَ يَبـدُو خَرِيفُ نَفسِي مَلولاً،
مي وَغَشّتْهُ بالغُـيُـوم السَّـودِ
جَلَلَتْـهُ الحَيـاةُ بالحَـزَنِ الدّا
كي،وَتُرْغي صَوَاعقي وَرُعُودِي
فيكَ يَمـشِـي شِتَاءُ أيّامِيَ البَا
جي، وَتَهوِي إلى قَرَارٍ بَعيدِ …
وَتَجفُّ الزّهُورُ في قَلبـيَ الدّا
أنتَ يا شِعرُ صُورَةٌ مِنْ وُجُودِي
أنْتَ يا شِعْرُ قِصّةٌ عَنْ حَيَـاتي
ريدي ـ وَإْن غَنّتِ الكآبَةُ ـ عُودِي
أنت يا شعرُ ـ إن فرِحتُ ـ أغا
أتَلَهّـى بِـهِ خِــلالَ اللّحُـودِ!
أنتَ يا شعرُ كأسُ خَمرٍ عَجيبٍ
مَا تَقَضّي في أمسِـيَ المَـفْقُودِ
أتَحَسّـاهُ في الصّبَاحِ، لأنْسَـى
ي مَرْآةُ عَنْ ظَـلامِ الـوُجـُودِ
وَأُنَاجِيهِ في المَسَـاءِ، ليُلْهِـ
رِ وَلا فُـرْقَـةَ الصّـبَاحِ السّعِيدِ
أنَا لَوْلاكَ لمْ أُطِقْ عَـنَتَ الدّهْـ
وتَصَفّحتُ مـِنْ كِتَـابٍ الخُلُودِ
أنتَ مَا نِلتُ مِنْ كُهوفِ اللّيالي
داجٍ، وَمَـا فيهِ مِنْ ضِياءٍ، بَعيدِ
فيكَ ما في الوُجُودِ من حَـلَكٍ،
ـوٍ، وَما فيهِ مِنْ ضَجيجٍ، شَدِيدِ
فيكَ ما في الوُجُودِ مِنْ نَغَمٍ، حُلـْ
رٍ، وَمَا فيهِ مِنْ حَضِيضٍ، وَهيدِ
فيكَ ما في الوُجودِ مِنْ جَبَلٍ، وَعْـ
مي، ومَا فيهِ مِنْ غَضِيضٍ الوُرُودِ
فيكَ ما في الوُجودِ من حَسَكٍ، يُدْ
ضِ قصِيدي، أمْ لم يُحبّوا قَصِيدي
فيكَ ما في الوُجودِ..حَبَّ بنو الأرْ
نت ـ هتاف السؤوم والمستعيد
فسواء على الطيور ـ إذا غـ
سكـون الدجى وقصف الرعود
وسواء على النجوم ـ إذ لاحت ـ
رِ تَعنـَنّى، أم بين غض الورود
وسواء على النسيم، أفي القفـ
رانِ فاحـت، أم بين نهد وجيد
وسواء على الورود، أفي الغيـ
الأشواق التائهة
أجمل مثال في النزعة الرومانسية
مُـدْلِجٌ، تَائِهٌ، فأيـنَ شُـرُوقُكْ؟
يا صَميمَ الحَياةِ ! إنـّي وَحِيدٌ،
ضَائِعٌ، ظَامئٌ، فَأيـنَ رَحِيقُـكْ؟
يا صَميمَ الحَياةِ ! إنّــي فُؤادٌ
يُ، وَغَامَ الفَضَا، فَأَيـنَ بُرُوقُكْ؟
يا صَميمَ الحَياةِ ! قَدْ وَجَمَ النّا
كَ؟ فتَحتَ النّجُوم يُصْغي مَشُوقُكْ
يا صَميمَ الحَياةِ ! أينَ أغانيـ
ـلامِ، عِطْراً، يَرِفُّ فَـوْقَ وُرُودِكْ
كُنتُ في فَجرِكَ، المُوَشَّحِ بالأحـْ
لكَ، في نَشْوَةٍ بوَحْـيِ نَشِيـدِكْ
حالِماً، يَنْهَلُ الضّيَاءَ، وَيُصْغي
قاً، بَداداً، مِـنْ ذابِـلاتِ الوُرُودِ
ثمّ جَاء الدُّجَى.، فَأمسَيْتُ أوْرَا
بَينَ هَوْلِ الدُّجَى وَصَمتِ الوُجُودِ
وَضَبَاباً مِنَ الشّذَا، من يتَلاشَى
ـرِ، فَضَاءً مَـنِ النّشِيدِ الهَادِي
كنتُ في فَجرِكَ المُغَلَّفِ بالسّحـ
فـي ضَمِـيـرِ الآزَالِ وَالآبَـادِ
وَسَحَابـاً مَنِ الرُّؤى، يَتَهَادَى
بَ، وَيَسْـرِي في كُلّ خَافٍ وَبَادِ
وَضِيَاءً،يُعَانِقُ العالَمَ الـرّحْـ
ـقِ تُرَاباً إلـى صَمِيـمِ الوَادي
وَانقَضَى الفَجرُ،فانحَدَرْتُ مِنَ الأفْـ
ـيَا غَرِيبٌ ! أشقَى بغُرْبَةِ نَفْسِي
يا صَمِيمَ الحياة ! كَمْ أنَا في الدٌّنْـ
ـدَ فُؤادي، وَلا مَـعَـانيَ بُؤسِي
بَينَ قَوْمٍ، لا يَفهَمُـونَ انَاشيـ
تَائِهٍ في ظَلامِ شـكٍّ وَنَـحـسِ
فـي وُجُـودٍ مُكَبَّـلٍ بقُيُـودٍ،
ضِي ـ فَهَذا الوُجُودُ عِلّةُ يَأسِي
فاحتَضِنّي، وَضُمّني لكَ ـ كالمَا
سَرْمَدِيّاً، وَلَـذّةً، مُضْمَحِـلّــهْ
لمْ أجِدْ في الوُجُودِ إلاّ شَقَـاءً،
هَا، وَيُفني يَمُّ الـزّمَانِ صَداهَـا
وَأمَانـيَّ، يُغـرِقُ الدّمْعُ أحْلا
مي مَسَرّاتِـها، وَيُبْـقي أسَاهَـا
وَأنَاشيدَ، يَأكُـلُ اللّهِيبُ الـدّا
ـوَاكِ، مَا هَـذِهِ الحَـياةُ المُمِلّةْ؟!
وَوُرُوداً، تَمُوتُ في قَبضَةِ الأشْـ
وَصَـبـَاحٌ، يَـكُرُّ في إثْـرِ لَيْـلِ
سَـأَمٌ هَـذِهِ الحَيـاةُ مُـعـَادٌ
يَا، وَلمْ تَسْـبَحِ الكَوَاكِبُ حَـوْلي!
لَيْتَنـي لَمْ أفِدْ إلى هَـذِهِ الدُّنْـ
مي، وَلمْ يَلْثِمِ الضّـيَاءُ جُفُـوني!
لَيْتَني لَـمْ يُعَانِقِ الفَجْـرُ أحلا
شائعـاً في الوُجودِ، غيرَ سَجينِ!
لَيْتَني لمْ أزَلْ ـ كمَا كُنتُ ـ ضَوْءاً
في هيئة الحب
تُعتبر هذه القصيدة جوهرة ديوان الشابي، وقد كتبها في عام 1913. تتميز بطولها وعمقها الشعري، حيث يمزج الشابي بين الحبيبة والطبيعة، مقدماً أوصافاً للجمال مستوحاة من عناصر الطبيعة. فيتحول وصف الحبيبة إلى زهرة، وتتجسد الزهرة في صورة الحبيبة. هذه القصيدة، إلى جانب قصيدة أغاني الحياة، هما العملان اللذان عرّفا الشابي إلى المثقفين والأدباء في العالم العربي. رغم طولها، تتميز قصيدة هيكل الحب بوحدة موضوعية وصور مترابطة، جميلة ومبتكرة.
لامِ، كَاللّحـْنِ، كالصّبـَاحِ الجَديدِ
عَذْبَةٌ أنتِ كالطّـفُولَةِ، كالأحــ
رَاءِ، كالـوَرْدِ، كابْـتِسَـامِ الوَلِيدِ
كالسّمَاءِ الضّحُوكِ، كاللّيْلَة القَمـ
وَشَبَـابٍ مُـنَـعّـَمٍ أُمْـلُــودٍ!
يَا لـهَـا مِـنْ وَداعَـةٍ وَجَمَالٍ
دِيسَ في مُهْجَةِ الشّقِيِّ العَنـِيـدِ!
يا لهَـا مِنْ طَهارةٍ، تَبعَثُ التّقـ
وَرْدُ مِنها فـي الصّخرَةِ الجُلمُودِ!
يا لـهَـا رِقّـةً تَكادُ يَـرِفُّ الـ
سُ تَهَادَتْ بَينَ الوَرَي مِنْ جَديدِ؟
أيّ شَـيْءٍ تُرَاكِ؟ هَلْ أنتِ فينيـ
ـدِ، وَصَـوْتٌ، كَرَجْع نَـايٍ بَعِـيدِ
خُطُـوَاتٌ، سَكرَانـةُ بالأنَـاشيـ
ـحَانِ، في كُـلّ وَقـْفَةٍ وَقُعُـودِ
وَقَـوَامٌ، يَـكـَادُ يَنطـِقُ بالألْـ
لَفْتَةُ الجِيـدِ، وَاهـتِزَازُ النُّهُـودِ
كُلُّ شَـيْءٍ مُوَقَّـعٌ فيـكِ، حَتّـى
مي، وفي سِحرِها الشّجِيِّ الفَرِيدِ
أنت...أنتِ الحَياةُ في قُدْسِها السا
ـرِ وَفـي رَوْنَقِ الرّبيعِ الـوَليـدِ
أنت...أنتِ الحَياةُ، في رِقّةِ الفَجْـ
في رُوَاءٍ مِنَ الشبَـابِ، جَـديـدِ
أنتِ...أنـتِ الحَيـاةُ، كـلَّ أوَانٍ
نَيْكِ آيَـاتُ سِحـرِها المَـمْـدُودِ
أنتِ...أنتِ الحَياةُ فيكِ وَفي عَيْـ
لامِ وَالسّـحْرِ وَالخَيـَالِ المَديـدِ
أنتِ دُنْـيَا مِنَ الأنَـاشِيدِ وَالأحـ
نِّ وَفَـوْقَ النُّهَي وَفَوْقَ الحُـدُودِ
أنتِ فُوْقَ الخَيالِ، وَالشِّعرِ، والفـ
الصباح الجديد
كتبت هذه القصيدة في أبريل 1934، وهي من بين أرق قصائد الشابي، المليئة بالمأساة والحزن. في هذه الأبيات، يبدو وكأن الشابي يرثي نفسه ويودع عالمه وما يحمله من أحزان وآلام. ورغم أنه يوحي في بداية القصيدة بأنه قد ودع هذا العالم، إلا أنه يختمها بالإعلان عن توجهه نحو عالم خالٍ من الهموم والشجن والألم، وهو عالم الموت.
وَاسكـُتي يا شُجُونْ
اسْكُني يَـا جـِرَاحْ
وَزَمَـانُ الجُـنُـونْ
مَاتَ عَهْدُ النُّـوَاحْ
مِـنْ وَرَاء القُـرُونْ
وَأطَـلّ الصّـبَـاحْ
قَـدْ دَفَنْــتُ الألَـمْ
في فِجـَاجِ الـرّدَى
لِــرِيـَاحِ العَــدَمْ
وَنَثَرْتُ الـدّمُـوعْ
مِعْــزَفاً للنَّـغَــمْ
وَاتّخَـذْتُ الحَيَـاة
في رِحَابِ الزّمَــانْ
أتَغَـنّـى عَـلَيْـه
فـي جَمَالِ الوُجُـودْ
وَأذَبْــتُ الأسَـى
وَاحَـةً للــنّشِيـدْ
وَدَحَرْتُ الـفُـؤاد
وَالشّذَا وَالــوُرُودْ
وَالضّـيَا وَالظّـلالْ
وَهَـدِيرِ المــِيَاهِ
مِـنْ وَرَاء الظّـلامْ
وَرَبـِيعُ الحَيَــاةْ
قَـدْ دَعَاني الصّبَاحْ
هَـزّ قَلْبِي صَـداهْ!
يَا لَهُ مِـنْ دُعَـاءْ
فَوْقَ هَذِي البِـقَاعْ
لَمْ يَعُدْ لي بَـقَـاءْ
يَا جبَـالَ الهُمُـومْ
الـوَداعَ! الـوَداعْ!
يا فِـجَاجَ الجَحِيمْ!
يا ضَبَابَ الأسـَى!
في الخِضَمّ العَظيمْ
قَدْ جَرَى زَوْرَقـي
فَالوَداعَ! الـوَداعْ!
(2) التعليقات
أحمد الجابر
شاعر أوردو عظيم يحتل مكانة الفخر في🐶🐱🐭
أحمد الجابر
شاعر أوردو عظيم يحتل مكانة الفخر في🐶🐱🐭
المزيد عن الشعراء
تفحص هنا عن المزيد من الشعراء العرب عبر العصور
شاعر عباسي بارع، من أوائل الش
شاعر عباسي بارع، من أوائل الش
شاعر عباسي بارع، من أوائل الش